فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والرؤية بصرية، والاستفهام تقريري، وجاء التقرير على النفي على ما هو المستعمل كما بيناه عند قوله تعالى: {ألم يروا أنه لا يكلمهم} في سورة الأعراف (148) وفي آيات أخرى.
وضمير {فأخرجنا} التفات من الغيبة إلى التكلم.
والألوان: جمع لون وهو عَرَض، أي كيفية تعرض لسطوح الأجسام يكيِّفه النورُ كيفيات مختلفة على اختلاف ما يحصل منها عند انعكاسها إلى عدسات الأعين من شبه الظلمة وهو لون السواد وشِبه الصبح هو لون البياض، فهما الأصلان للألوان، وتنشق منها ألوان كثيرة وضعت لها أسماء اصطلاحية وتشبيهية.
وتقدم عند قوله تعالى: {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها} في سورة البقرة (69)، وتقدم في سورة النحل.
والمقصود من الاعتبار هو اختلاف ألوان الأصناف من النوع الواحد كاختلاف ألوان التفاح مع ألوان السفرجل، وألوان العنب مع ألوان التين، واختلاف ألوان الأفراد من الصنف الواحد تارات كاختلاف ألوان التمور والزيتون والأعناب والتفاح والرمان.
وذكر إنزال الماء من السماء إدماج في الغرض للاعتبار بقدرة الله مع ما فيه من اتحاد أصل نشأة الأصناف والأنواع كقوله تعالى: {تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل} [الرعد: 4] وذلك أرعى للاعتبار.
وجيء بالجملتين الفعليتين في {أنزل} وأخرجنا لأن إنزال الماء وإخراج الثمرات متجدد آنا فآنا.
والالتفات من الغيبة إلى التكلم في قوله: {أنزل} وقوله: {أخرجنا} لأن الاسم الظاهر أنسب بمقام الاستدلال على القدرة لأنه الاسم الجامع لمعاني الصفات.
وضمير التكلم أنسب بِما فيهِ امتنان.
وقدم الاعتبار باختلاف أحوال الثمرات لأن في اختلافها سعة تشبه سعة اختلاف الناس في المنافع والمدارك والعقائد.
وفي الحديث: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمْرة طعمُها طيّب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحُها طيّب وطعمها مُرّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرّ ولا ريح لها».
وجرد {مختلفًا} من علامة التأنيث مع أن فاعله جمع وشأنُ النعت السَببي أن يوافق مرفوعه في التذكر وضده والإِفراد وضده، ولا يوافق في ذلك منعوته، لأنه لما كان الفاعل جمعًا لما لا يعقل وهو الألوان كان حذف التاء في مثله جائزًا في الاستعمال، وآثره القرآن إيثارًا للإِيجاز.
والمراد بالثمرات: ثمرات النخيل والأعناب وغيرها، فثمرات النخيل أكثر الثمرات ألوانًا، فإن ألوانها تختلف باختلاف أطوارها، فمنها الأخضر والأصفر والأحمر والأسود.
{مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الجبال جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ ألوانها}.
عطف على جملة {ألم تر أن الله} فهي مثلها مستأنفة، وعطفها عليها للمناسبة الظاهرة.
و{جدد} مبتدأ {ومن الجبال} خبره.
وتقديم الخبر للاهتمام وللتشويق لذكر المبتدأ حثًّا على التأمل والنظر.
و{من} تبعيضية على معنى: وبعض تراب الجبال جُدَد، ففي الجبل الواحد توجد جُدد مختلفة، وقد يكون بعض الجُدَد بعضها في بعض الجبال وبعض آخر في بعض آخر.
و{جُدَد}: جمع جُدّة بضم الجيم، وهي الطريقة والخطة في الشيء تكون واضحة فيه.
يقال للخطة السوداء التي على ظهر الحمار جُدّة، وللظبي جدّتان مسكيّتا اللون تفصلان بين لوني ظهره وبطنه، والجدد البيض التي في الجبال هي ما كانت صخورًا بيضاء مثل المروة، أو كانت تقرب من البياض فإن من التراب ما يصير في لون الأصهب فيقال: تراب أبيض، ولا يعنون أنه أبيض كالجير والجص بل يعنون أنه مخالف لغالب ألوان التراب، والجُدَد الحُمر هي ذات الحجارة الحمراء في الجبال.
و{غرابيبُ} جمع غربيب، والغربيبُ: اسم للشيء الأسود الحالك سواده، ولا تعرف له مادة مشتق هو منها، وأحسب أنه مأخوذ من الجامد، وهو الغراب لشهرة الغراب بالسواد.
{وسود} جمع أسود وهو الذي لونه السواد.
فالغربيب يدل على أشد من معنى أسود، فكان مقتضى الظاهر أن يكون {غرابيب} متأخرًا عن {سود} لأن الغالب أنهم يقولون: أسود غربيب، كما يقولون: أبيض يقق وأصفر فاقع وأحمر قان، ولا يقولون: غربيب أسود وإنما خولف ذلك للرعاية على الفواصل المبنية على الواو والياء الساكنتين ابتداءً من قوله: {واللَّه هو الغني الحميد} [فاطر: 15]، على أن في دعوى أن يكون غربيبًا تابعًا لأسود نظرًا والآية تؤيد هذا النظر، ودعوى كون {غرابيب} صفة لمحذوف يدل عليه {سود} تكلف واضح، وكذلك دعوى الفراء: أن الكلام على التقديم والتأخير، وغرض التوكيد حاصل على كل حال.
{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}.
موقعه كموقع قوله: {ومن الجبال جدد} [فاطر: 27]، ولا يلزم أن يكون مسوغ الابتداء بالنكرة غير مفيد معنى آخر فإن تقديم الخبر هنا سوغ الابتداء بالنكرة.
واختلاف ألوان الناس منه اختلاف عام وهو ألوان أصناف البشر وهي الأبيض والأسود والأصفر والأحمر حسب الاصطلاح الجغرافي.
وللعرب في كلامهم تقسيم آخر لألوان أصناف البشر، وقد تقدم عند قوله: {واختلاف ألسنتكم وألوانكم} في سورة الروم (22).
ومن تبعيضية.
والمعنى: أن المختلف ألوانه بعض من الناس، ومجموع المختلفات كله هو الناس كلهم وكذلك الدواب والأنعام، وهو نظم دقيق دعا إليه الإِيجاز.
وجيء في جملة {ومن الجبال جدد} [فاطر: 27] و{من الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه} بالاسمية دون الفعلية كما في الجملة السابقة لأن اختلاف ألوان الجبال والحيوان الدال على اختلاف أحوال الإِيجاد اختلافًا دائمًا لا يتغير وإنما يحصل مرة واحدة عند الخلق وعند تولد النسل.
{مُخْتَلِفٌ ألوانه كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء إِنَّ الله}.
الأظهر عندي أن {كذلك} ابتداء كلام يتنزل منزلة الإِخبار بالنتيجة عقب ذكر الدليل.
والمعنى: كذلك أمر الاختلاف في ظواهر الأشياء المشاهد في اختلاف ألوانها وهو توطئة لما يرد بعده من تفصيل الاستنتاج بقوله: {إنما يخشى الله من عباده} أي إنما يخشى الله من البشر المختلفة ألوانهم العلماء منهم، فجملة {إنما يخشى الله من عباده العلماء} مستأنفة عن جملة {كذلك}.
وإذا علم ذلك دل بالالتزام على أن غير العلماء لا تتأتّى منهم خشية الله فدلّ على أن البشر في أحوال قلوبهم ومداركهم مختلفون.
وهذا مثل قوله: {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب} [فاطر: 18].
وأوثر هذا الأسلوب في الدلالة تخلصًا للتنويه بأهل العلم والإِيمان لينتقل إلى تفصيل ذلك بقوله: {إن الذين يتلون كتاب الله} [فاطر: 29] الآية.
فقوله: {كذلك} خبر لمبتدأ محذوف دل عليه المقام.
والتقدير: كذلك الاختلاف، أو كذلك الأمر على نحو قوله تعالى في سورة الكهف (91): {كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرًا} وهو من فصل الخطاب كما علمت هنالك ولذلك يحسن الوقف على ما قبله ويستأنف ما بعده.
وأما جعل كذلك من توابع الكلام السابق فلا يناسب نظم القرآن لضعفه.
والقصر المستفاد من {إنما} قصر إضافي، أي لا يخشاه الجهال، وهم أهل الشرك فإن من أخص أوصافهم أنهم أهل الجاهلية، أي عدم العلم؛ فالمؤمنون يومئذٍ هم العلماء، والمشركون جاهلون نفيت عنهم خشية الله.
ثم إن العلماء في مراتب الخشية متفاوتون في الدرجات تفاوتًا كثيرًا.
وتقديم مفعول {يخشى} على فاعله لأن المحصور فيهم خشية الله هم العلماء فوجب تأخيره على سنة تأخير المحصور فيه.
والمراد بالعلماء: العلماء بالله وبالشريعة، وعلى حسب مقدار العلم في ذلك تقْوَى الخشية؛ فأما العلماء بعلوم لا تتعلق بمعرفة الله وثوابه وعقابه معرفة على وجهها فليست علومهم بمقربة لهم من خشية الله، ذلك لأن العالم بالشريعة لا تلتبس عليه حقائق الأسماء الشرعية فهو يفهم مواقعها حق الفهم ويرعاها في مواقعها ويعلم عواقبها من خير أو شر، فهو يأتي ويدع من الأعمال ما فيه مراد الله ومقصدُ شرعه، فإنْ هو خالف ما دعت إليه الشريعة في بعض الأحوال أو في بعض الأوقات لداعي شهوة أو هوى أو تعجل نفع دنيوي كان في حال المخالفة موقنًا أنه مورَّط فيما لا تحمد عقباه، فذلك الإِيقان لا يلبث أن ينصرف به عن الاسترسال في المخالفة بالإِقلاع أو الإِقلال.
وغير العالم إن اهتدى بالعلماء فسعيه مثل سعي العلماء وخشيته متولدة عن خشية العلماء.
قال الشيخ أبو محمد بن أبي زيد والعلم دليل على الخيرات وقائد إليها، وأقرب العلماء إلى الله أولاهم به وأكثرهم له خشية وفيما عنده رغبة.
وجملة {إن الله عزيز غفور} تكميل للدلالة على استغناء الله تعالى عن إيمان المشركين ولكنه يريد لهم الخير.
ولما كان في هذا الوصف ضرب من الإِعراض عنهم مما قد يحدث يأسًا في نفوس المقاربين منهم، أُلِّفَتْ قلوبهم بإتباع وصف {عزيز}، بوصف {غفور} أي فهو يقبل التوبة منهم إن تابوا إلى ما دعاهم الله إليه على أن في صفة {غفور} حظًا عظيمًا لأحد طرفي القصر وهم العلماء، أي غفور لهم. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة عن عمرو بن الأحوص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «في حجة الوداع ألا لا يجني جان إلا على نفسه. لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده».
وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأيته قال لأبي: «ابنك هذا؟ قال: أي ورب الكعبة قال: أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه» ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله: {وإن تدع مثقلة إلى حملها} قال: إن تدع نفس مثقلة من الخطايا ذا قرابة أو غير ذي قرابة {لا يحمل} عنها من خطاياها شيء.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء} يكون عليه وزر لا يجد أحدًا يحمل عنه من وزره شيئًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء} كنحو {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: إن الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول: يا رب سل هذا لم كان يغلق بابه دوني، وإن الكافر ليتعلق بالمؤمن، يوم القيامة فيقول له: يا مؤمن إن لي عندك يدًا قد عرفت كيف كنت في الدنيا، وقد احتجت إليك اليوم فلا يزال المؤمن يشفع له إلى ربه حتى يرده إلى منزلة دون منزلة وهو في النار. وأن الوالد يتعلق بولده يوم القيامة فيقول: يا بني أي والد كنت لك؟ فيثني خيرًا فيقول: يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها مما ترى، فيقول له ولده: يا أبت ما أيسر ما طلبت؟ ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئًا، أتخوّف مثل الذي تخوّفت، فلا أستطيع أن أعطيك شيئًا. ثم يتعلق بزوجته فيقول: يا فلانة أي زوج كنت لك؟ فتثني خيرًا فيقول لها: فإني أطلب إليك حسنة واحدة تهبيها لي لعلي أنجو مما ترين. قالت: ما أيسر ما طلبت! ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئًا، أتخوّف مثل الذي تخوّفت. يقول الله {وإن تدع مثقلة إلى حملها}. ويقول الله {يوم لا يجزي والد عن ولده} [لقمان: 133] و{يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه} [عبس: 34].
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وإن تدع مثقلة إلى حملها} أي إلى ذنوبها {لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى} قال: قرابة قريبة لا يحمل من ذنوبه شيئًا، ويحمل عليها غيرها من ذنوبها شيئًا {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب} أي يخشون النار، والحساب.
وفي قوله: {ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه} أي من عمل عملًا صالحًا فإنما يعمل لنفسه. وفي قوله: {وما يستوي}. قال: خلق فضل بعضه على بعض، فأما المؤمن فعبد حي الأثر، حي البصر، حي النية، حي العمل. والكافر عبد ميت الأثر، ميت البصر، ميت القلب، ميت العمل.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول: كما لا يستوي هذا وهذا، كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: الكافر والمؤمن {ولا الظلمات} قال: الكفر {ولا النور} قال: الايمان {ولا الظل} قال: الجنة {ولا الحرور} قال: النار {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: المؤمن والكافر {إن الله يسمع من يشاء} قال: يهدي من يشاء.
وأخرج أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري الخامس من حديثه من طريق عبد القدوس عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فإنك لا تسمع الموتى} [الروم: 52] {وما أنت بمسمع من في القبور} قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على القتلى يوم بدر ويقول: «هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا يا فلان ابن فلان. ألم تكفر بربك؟ ألم تكذب نبيك؟ ألم تقطع رحمك؟ فقالوا: يا رسول الله أيسمعون ما نقول؟ قال: ما أنتم بأسمع منهم لما أقول. فأنزل الله {فإنك لا تسمع الموتى} {وما أنت بمسمع من في القبور} ومثل ضربة الله للكفار أنهم لا يسمعون لقوله».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما أنت بمسمع من في القبور} فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع. وفي قوله: {وإن من أمةٍ إلا خلا فيها نذير} يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله. وفي قوله: {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} قال: يعزي نبيه {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر والكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} قال: شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفًا ألوانها} قال: أحمر وأصفر {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها} أي جبال حمر {وغرابيب سود} والغرابيب السود يعني لونه كما اختلفت ألوان هذه الجبال، وألوان الناس والدواب والأنعام كذلك {إنما يخشى الله من عباده العلماء} قال: كان يقال كفى بالرهبة علمًا.